الإيرلنديون يصوتون في انتخابات تشريعية تشهد منافسة شديدة

الإيرلنديون يصوتون في انتخابات تشريعية تشهد منافسة شديدة

الإيرلنديون يصوتون في انتخابات تشريعية تشهد منافسة شديدة

 
 
دبلن ـ (أ ف ب) – صوّت الإيرلنديون الجمعة في انتخابات تشريعية شهدت منافسة شديدة بين الأحزاب الثلاثة الكبرى، في ختام حملة انتخابية خاطفة هيمنت عليها أزمة السكن وكلفة المعيشة.
فبعد حملة انتخابية استمرت ثلاثة أسابيع، هيمنت عليها أزمة الإسكان العميقة وغلاء المعيشة والهجرة، اختار الناخبون أعضاء الغرفة السفلى في البرلمان البالغ عددهم 174 نائبا.
ويتوقع أن تعطي استطلاعات الرأي مؤشرا إلى النتائج مساء الجمعة بعد إغلاق مراكز الاقتراع الساعة 22,00 بتوقيت غرينيتش. لكن النتائج النهائية لن تصدر إلا بعد أيام.
وتنافس أكثر من 680 مرشحا في 43 دائرة انتخابية في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والبالغ عدد سكانه 5,4 ملايين نسمة.
وانتشرت اللافتات الانتخابية في شوارع دبلن، رافعة شعارات الأحزاب ما بين “حان وقت تغيير الحكومة” لحزب شين فين (قومي يساري)، والدعوة إلى “التقدم معا” لفيانا فايل (وسط يمين)، و”حماية الاقتصاد” لفاين غايل (وسط يمين) بزعامة رئيس الوزراء سايمن هاريس.
وكان سايمن هاريس (38 عاما)، رئيس الحكومة منذ نيسان/أبريل، الأول بين المرشحين للإدلاء بصوته. وقال “أنا مفعم بالأمل، ليس فقط لهذه الانتخابات بل أيضا لمستقبل بلدنا”.
وبحسب آخر استطلاع للرأي قبل الانتخابات نُشرت نتائجه مساء الأربعاء، فإن فيانا فايل بزعامة وزير الخارجية مايكل مارتن يتصدر بحصوله على 22 % من نوايا الأصوات، مقابل 20 % لكل من فاين غايل الذي يتراجع وشين فاين الذي يتقدم، و14 % للمستقلين.
ودعا مارتن الجمعة إلى التصويت من أجل “حكومة متماسكة ومستقرة”.
وتَعاقَب حزبا فيانا فايل وفاين غايل على السلطة منذ استقلال إيرلندا عن المملكة المتحدة في 1921.
وبعد الانتخابات الأخيرة التي أجريت عام 2020 وفاز فيها شين فين بالعدد الأكبر من الأصوات، شكل الحزبان الوسطيان ائتلافا حكوميا مع حزب الخضر.
– “يوم تاريخي” –
استبعد هاريس ومارتن أي تحالف مع شين فين، ما يقلّل بشكل كبير من فرص الحزب في تشكيل حكومة، رغم تقدّمه في استطلاعات الرأي.
لكن ماري لو ماكدونالد، القيادية في شين فين، الجناح السياسي سابقا للجيش الجمهوري الإيرلندي، المجموعة العسكرية التي قاتلت البريطانيين في إيرلندا الشمالية، وصفت الجمعة بأنه “يوم تاريخي”.
وقالت “يمكننا انتخاب حكومة جديدة من أجل التغيير”. ودعت الشباب إلى التصويت، متحدثة عن “جيل يعد السكن حلما بعيد المنال” ويسعى إلى المغادرة.
وكررت زعيمة شين فين أنها تريد إعادة توحيد أيرلندا وأيرلندا الشمالية.
وهي أقنعت ديريك سويمان، سائق الشاحنة البالغ 55 عاما بالتصويت لصالح شين فين لأن “وقت التغيير حان”.
وقال سويمان لوكالة فرانس برس “فاين غايل وفيانا كان لديهما متّسع من الوقت لحل المشكلات، لكنهما لم يفعلا ذلك”.
وقال المصرفي جون فلين (39 عاما) إنه يرغب في أن يظل التحالف بين حزبي يمين الوسط في السلطة “لأن الاقتصاد يعمل جيدا”.
لكنّه شدّد على أن “السكن هو مصدر قلق كبير، لأنه يصعب جدا على الشباب التملّك”.
وقالت بيتا سكوت، الإيرلنية البالغة 54 عاما والعاملة في القطاع الصحي، إن “إيرلندا لديها أموال أكثر من أي وقت مضى”.
ومن حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، تعد إيرلندا ثاني أغنى دولة في الاتحاد الأوروبي بعد لوكسمبورغ. وتتوقع البلاد فائضا في الميزانية عام 2025، للعام الرابع تواليا.
بعيدا من الأحزاب الرئيسية، يمكن لحزب الخضر والاشتراكيين الديموقراطيين وحزب العمال الفوز بالكثير من الأصوات والتأثير في تشكيل ائتلاف.
ويبدأ فرز الأصوات صباح السبت، لكنه قد يستغرق أياما بسبب النظام الانتخابي المعقد في إيرلندا.
وبعد ذلك تنطلق المحادثات لتشكيل ائتلاف حكومي، إذ من غير المتوقع أن يحصل أي من الأحزاب على غالبية تسمح له بأن يحكم وحيدا.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close