أصبحت برامج التجسس على الهواتف المحمولة أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، بفضل الحيل التي تلجأ إليها الشركات الكبرى المصنعة لهذه البرمجيات لاختراق الأجهزة، ومنها استخدام الإعلانات للوصول إلى بيانات المستخدمين
قد طورت شركة التكنولوجيا الإسرائيلية Insanet أداة جديدة لتوصيل برمجيات التجسس عبر شبكات الإعلانات على الإنترنت، محولة بعض الإعلانات المستهدفة إلى أحصنة طروادة، مع الحصول على موافقة الحكومة الإسرائيلية لتسويق هذه التكنولوجيا
التأثيرات والدفاعات المحتملة
وفقًا لتقرير من موقع thedailybeast، فإن شبكات الإعلانات المصممة أصلاً لحماية هوية المستخدمين، قد تم تسخيرها الآن لدمج المعلومات الشخصية ببيانات أخرى مثل موقع الهاتف لتحديد الهوية وتتبع الأنشطة عبر الإنترنت
يمكن لبرامج التجسس هذه أن تسيطر على الهاتف بأكمله، بما في ذلك تفعيل الميكروفون والكاميرا دون علم المستخدم، كما يصعب وجود دفاع فعال ضد هذه الأساليب الجديدة من التجسس
الاستخدامات الحكومية والجريمة السيبرانية
لقد أبرمت أكثر من 74 حكومة عقوداً مع شركات تجارية لاستخدام برمجيات التجسس في المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية ومكافحة الجريمة والإرهاب، كما يستخدم المحققون هذه الأدوات في قضايا الجرائم السيبرانية والجرائم المنظمة أو في مواجهة التهديدات الأمنية القومية
على الرغم من القدرات القوية لهذه البرمجيات، إلا أن التحديثات الأمنية مثل تلك الصادرة من Apple في سبتمبر 2023 تسعى لسد الثغرات التي قد تستغلها هذه البرامج
مقارنة بين تقنيات التجسس المعاصرة
برنامج التجسس Sherlock من Insanet يتميز بكونه يستغل شبكات الإعلانات لتوصيل البرمجيات الضارة، بينما يعتمد برنامج Pegasus من NSO على ثغرات أمنية محددة في أنظمة التشغيل مثل iOS، وهذا يعطي Sherlock ميزة في التحايل على التدابير الأمنية التقليدية المتبعة في الأجهزة المحمولة
يمكن لبرنامج Sherlock إنشاء حملات إعلانية مصممة خصيصاً للتركيبة السكانية وموقع الهدف، مما يعزز فعالية توصيل البرامج الضارة دون الحاجة لأي تفاعل من جانب الضحية
الأمن السيبراني والخصوصية
التقنيات الجديدة في مجال التجسس تثير مخاوف كبيرة بخصوص الخصوصية والأمن السيبراني، حيث تتيح للجهات المستخدمة إمكانية الوصول غير المسبوق إلى بيانات المستخدمين، مما يتطلب من الشركات والحكومات تعزيز تدابيرها الأمنية لحماية المواطنين
