في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية، شهدت بعض اللجان تأخرًا ملحوظًا في وصول المعلمين إلى مقار الامتحانات، مما أدى إلى تأجيل توزيع أوراق الأسئلة. تأخُّر المعلمين كان نتيجة لبُعد مقار اللجان عن محل سكنهم، وهو ما تسبب في تعطيل سير الامتحانات بشكل منتظم. تأخر توزيع أوراق الأسئلة فى امتحانات الشهادة الإعدادية انعكس بشكل سلبي على نفسية الطلاب، حيث سادت حالة من القلق والتوتر بينهم. هذا التوتر لم يكن بسبب الامتحان فقط، بل نتيجة أجواء غير مستقرة داخل اللجان، ما أثّر على تركيز الطلاب وأداءهم.امتدت تداعيات الأزمة إلى إعلان بعض المعلمين رفض الذهاب إلى لجان امتحانات الشهادة الإعداديةعبر صفحاتهم الشخصية على موقع فيسبوك، في خطوة تعكس حجم الضغوط التي تعرضوا لها. اعتراضًا على قرارات نقلهم إلى لجان مراقبة بعيدة عن أماكن إقامتهم دون مراعاة لظروفهم الشخصية أو المهنية. القرارات التي اتخذتها مديريات التربية والتعليم باستبعاد بعض المعلمين من المراقبة دون فتح تحقيق رسمي زادت من القلق بين المعلمين، وكأن هذه القرارات كانت بمثابة تخلٍّ عنهم في مواجهة مشكلات تنظيمية لم يكونوا سببًا فيها.
إشكالية توزيع المعلمين على لجان بعيدة: حل تنظيمي أم عبء إضافي؟ نظام توزيع المعلمين على لجان بعيدة عن أماكن سكنهم، الذي طُبق في الامتحانات الإعدادية، أثبت عدم فعاليته. هذه الخطوة التي كان من المفترض أن تضمن النزاهة في سير الامتحانات، تحولت إلى عبء نفسي وجسدي على المعلمين، خاصة في ظل غياب وسائل نقل مريحة وآمنة. تُطرح تساؤلات حول كيفية تطبيق نفس السياسة في امتحانات الثانوية العامة المقبلة، التي ستكون أكثر تعقيدًا وأوسع انتشارًا جغرافيًا، مما يزيد من احتمالية تفاقم الأزمة. الانعكاسات النفسية على الطلاب التأخر في توزيع أوراق الأسئلة أدى إلى حالة من الفوضى داخل اللجان، حيث انعدمت الأجواء الهادئة التي يحتاجها الطلاب للتركيز. هذا التوتر المفاجئ في أول أيام الامتحانات قد يؤثر بشكل سلبي على أداء الطلاب في بقية المواد، مما يضعهم تحت ضغط نفسي لا داعي له. غياب الحلول الواقعية غياب خطط بديلة وسريعة للتعامل مع تأخر وصول المعلمين كشف عن ضعف في إدارة الأزمات داخل المديريات التعليمية. لم تكن هناك استعدادات كافية لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة، ما أدى إلى تفاقم المشكلة بدلًا من احتوائها. 1. توزيع عادل ومنظم للمعلمين يجب إعادة النظر في آلية توزيع المعلمين على اللجان، مع مراعاة قرب مكان السكن لتقليل عناء التنقل وضمان وصولهم في الوقت المناسب. 2. توفير وسائل نقل للمعلمين تخصيص وسائل نقل آمنة ومنظمة لنقل المعلمين إلى مقار اللجان البعيدة يمكن أن يقلل من احتمالات التأخير. 3. إعداد خطط طوارئ من الضروري وضع خطط بديلة للتعامل مع أي تأخير أو غياب مفاجئ للمعلمين، مثل تعيين مراقبين احتياطيين جاهزين للتدخل عند الحاجة. 4. فتح قنوات تواصل فعالة توفير قنوات تواصل مباشرة وسريعة بين المعلمين ومديريات التعليم لتقديم الشكاوى أو الإبلاغ عن أي مشكلات طارئة لضمان سرعة الاستجابة. 5. تدريب المديرين على إدارة الأزمات تدريب القيادات التعليمية على التعامل مع الأزمات بشكل احترافي يمكن أن يمنع تفاقم المشكلات ويساعد في احتوائها بشكل فعّال. ختامًا: نحو بيئة تعليمية مستقرة وعادلة للجميع الأزمة التي شهدها أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية ليست مجرد حادثة عابرة، بل مؤشر على ضرورة إعادة تقييم السياسات التنظيمية المتعلقة بإدارة الامتحانات. تحسين بيئة العمل للمعلمين وضمان راحة الطلاب يجب أن يكونا أولوية لضمان سير الامتحانات بسلاسة وعدالة. من الضروري أن تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات واقعية لتفادي تكرار هذه المشكلات مستقبلًا، حفاظًا على استقرار العملية التعليمية وضمانًا لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص لجميع الطلاب.