الجيش الإسرائيلي تَسلّم ثلاث رهائن إسرائيليات من الصليب الأحمر في قطاع غزة الأحد في اليوم الأوّل من دخول اتفاق وقف إطلاق النار.. نتانياهو: الرهينات المفرج عنهن “اختبرن الجحيم”
غزة (الاراضي الفلسطينية)- (أ ف ب) -أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ الرهينات الثلاث اللواتي أفرجت عنهن حركة حماس الأحد بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة التقين عائلاتهن في إسرائيل.
وقال الجيش إنّ “العائدات الثلاث وصلن إلى نقطة الاستقبال الأولى في غلاف غزة وهنّ يلتقين الآن مع أمهاتهنّ”، مرفقا بيانه بصورة للرهينة المفرج عنها إميلي داماري إلى جانب والدتها وهي تبتسم فيما غطت يدها ضمادة كبيرة.
وتسلّم الجيش الإسرائيلي ثلاث رهائن إسرائيليات من الصليب الأحمر في قطاع غزة الأحد في اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية حيز التنفيذ والذي شهد عودة كثيفة للفلسطينيين إلى منازلهم المدمرة جراء حرب متواصلة منذ أكثر من 15 شهرا.
وكانت حركة حماس أعلنت تسليمهن الى الصليب الأحمر، بينما أكدت إسرائيل أنها تبلّغت من الصليب الأحمر تسلمّه الإسرائيليات الثلاث من حركة حماس في حي الرمال في مدينة غزة.
وأوضح الجيش بعد ذلك أنه تسلّم الرهينات، وهن في طريقهن إلى إسرائيل.
وكان قيادي في حركة حماس قال لوكالة فرانس برس “تمّ تسليم الأسيرات الثلاث للصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال، بعد أن اطمأن فريق الصليب الأحمر الى أنهن في بصحة جيدة”.
وتمّت عملية التسليم وسط انتشار كثيف لمقاتلين مسلحين وملثمين من حركة حماس تجمهرت حولهم حشود كبيرة ما اضطرهم إلى إطلاق النار في الهواء لحمل الناس على التراجع للتمكن من نقل الرهائن الثلاث إلى سيارة الصليب الأحمر، حسب مشاهد بثتها قناة “الجزيرة” القطرية.
وكانت الرهينات في حافلة صغيرة قبل أن ينقلهن الصليب الأحمر الى آلية كانت مركونة في المكان.
ورفع عناصر حماس شارات النصر، فيما هتف المتجمّعون “تحية لكتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس، و”نحنا رجالك محمد ضيف”، قائد كتائب القسام، و”على القدس رايحين، شهداء بالملايين”.
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ الرهينات الثلاث اللواتي أُفرج عنهنّ الأحد في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مررن بمعاناة رهيبة.
وأوضح نتانياهو خلال اتصال هاتفي مع مسؤول أسرائيلي أطلعه على الإفراج عن الرهينات “أعرف، والكل يعرف، أنهنّ اختبرن الجحيم. إنهنّ يخرجن من الظلمة إلى النور، من الاعتقال إلى الحرية”.
– وقف إطلاق النار –
وعشية دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض لبدء ولاية رئاسية جديدة، توقّف إطلاق النار الساعة 9,15 بتوقيت غرينتش بعد حوالى ثلاث ساعات من الموعد المحدد بسبب تأخّر حماس في تسليم قائمة بأسماء الرهينات الثلاث ورفض إسرائيل الالتزام بوقف النار قبل الحصول عليها.
وأكد منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في إسرائيل أسماء الرهينات الثلاث المفرج عنهن في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق. وهن ثلاث إسرائيليات، إميلي داماري التي تحمل أيضا الجنسية البريطانية، ورومي غونين، ودورون شتاينبرخر التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.
وأوضح أنه تمّ اقتياد داماري وشتاينبرخر خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل من كيبوتز كفار عزة، فيما خطفت غونين من مهرجان “سوبر نوفا”.
وغونين (23 عاما) راقصة ومصممة رقص. تلقت والدتها معلومات من رهائن أفرج عنهم، عن تعرضها لإصابات في يديها.
أما داماري (27 عاما) فهي مولودة في إسرائيل لأب إسرائيلي ووالدتها بريطانية. أصيبت بساقيها ويديها يوم هجوم حماس على الكيبوتس.
وشتاينبرخر (30 عاما) ممرضة.
ويحيي بدء تطبيق الاتفاق الآمال بوقف دائم للحرب في قطاع غزة، ولو أن إسرائيل أعلنت أنها تحتفظ بحق استئناف القتال.
وبدأ آلاف النازحين العودة إلى منازلهم. واكتظت الطرق في مدن القطاع المدمّر بأعداد كبيرة من العائدين لا سيما في الشمال سيرا على الأقدام أو في عربات تجرها دواب، حاملين أمتعتهم وخيمهم، وفق ما أفاد مراسلون لفرانس برس. وكان بعضهم يرفع شارة النصر، بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.
في منطقة المواصي في خان يونس (جنوب)، قال محمد الربايعة النازح من رفح “الحرب دمرت مستقبلنا وحياتنا، البيوت أصبحت كومة ركام”، مضيفا “سنأخذ الخيمة معنا للعودة لموقع بيتنا في رفح وسنعيش فيها حتى إعادة بنائه”.
وعبّر محمد عبد المجيد النازح في دير البلح (وسط) عن “شعور مختلط”، وقال إنه يشعر “بفرح لأن الحرب انتهت جزئيا وتوقف شلال الدم، وبحزن على الأعداد الكبيرة من الضحايا والمآسي المتكررة التي تحتاج الى سنوات حتى نتعافى منها”.
كذلك شوهد مسلحون ملثمون من حركة حماس في دير البلح.
– مساعدات –
دخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، على ما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة عبر منصة “إكس”.
وكتب جوناثان ويتال، كبير مسؤولي الأراضي الفلسطينية المحتلة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، “بدأت أولى شاحنات الإمداد تدخل بعد 15 دقيقة” على بدء الهدنة.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي السبت أنه “تمّ الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا” إلى داخل غزة، بينها “50 شاحنة وقود”.
وذكر مسؤول مصري الأحد أن 260 شاحنة دخلت الأحد قطاع غزة، بينها 16 شاحنة وقود”.
وبين الموعد الأساسي لبدء تنفيذ الاتفاق الساعة الثامنة والنصف صباحا، وبدء العمل به، نفّذت إسرائيل ضربات على شمال قطاع غزة أوقعت ثمانية قتلى، بحسب الدفاع المدني في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية الى 46913 منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة عشر شهرا.
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل إسرائيل، وحوّلت القطاع كتلا هائلة من الركام جرّاء حجم التدمير الذي قالت الأمم المتحدة إنه “لم يسبق له مثيل بالتاريخ الحديث”. كما نزح أكثر من مرّة معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون.
وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلاله 251 شخصا ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.
وبرّرت حماس التأخير في تسليم القائمة بالرهينات الثلاث ب”أسباب فنية ميدانية” واستمرار القصف.
وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج في المرحلة الأولى منه الممتدة على ستة أسابيع، عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن نقاطا أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم حيث سيُعاين أطباء واختصاصيون نفسيون المفرج عنهن الأحد قبل “نقلهن بمروحية أو بسيارة” إلى مستشفيات في إسرائيل.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج في المقابل عن قرابة 1900 فلسطيني، بينهم تسعون معتقلا سيخرجون اليوم.
في تل أبيب، قالت مايا رومان، وهي قريبة رهينة أُفرج عنه في السابق، وآخر توفي خلال احتجازه، إنها تشعر “بفرح عارم وفي الوقت ذاته بشيء من الأسى”.
– تحذير –
وحذّر وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر من استمرار عدم الاستقرار الإقليمي إذا بقيت حماس ممسكة بالسلطة في غزة.
وأعلن حزب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأحد استقالته من الائتلاف الحكومي احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه بأنه “مشين” وبمثابة “استسلام لحماس”.
وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن، تشمل المرحلة الأولى أيضا انسحابا إسرائيليا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة.
ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: