محمد نزال: إسرائيل ستنسحب من غزة بشكل نهائي لكن تدريجيا وحماس لا تريد أن تحكم القطاع وطرحت فكرة تشكيل إدارة وطنية
إسطنبول/ الأناضول: قال عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال، الأحد، إن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل يتضمن انسحابا تدريجيا للجيش الإسرائيلي من القطاع، لكن بشكل تدريجي.
إدارة غزة
وأوضح نزال، في مقابلة مع الأناضول: “حركة حماس لا تريد أن تحكم غزة، حيث طرحت فكرة تشكيل إدارة وطنية للقطاع، هذه الإدارة ستتألف من شخصيات مستقلة وكفاءات قادرة على إدارة القطاع في المجالات الخدماتية، الصحية، والمدنية”.
وأضاف: “هذا ما تم التوافق عليه في ورقة لجنة الانسداد المجتمعي التي تمت في القاهرة ووافقت عليها حماس، بينما رفضتها حركة فتح”.
وتابع نزال: “فصائل المقاومة الفلسطينية متفقة على أن ورقة لجنة الانسداد المجتمعي ستكون المرجعية لإدارة غزة”.
ومنذ 2007 يتواصل انقسام فلسطيني جغرافي وسياسي بين فتح وحماس، ولم تفلح وساطات إقليمية ودولية واتفاقيات عديدة في إنهائه.
ـ التواجد الإسرائيلي بغزة
وحول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، قال نزال: “الاتفاق يشير إلى انسحاب القوات الصهيونية من غزة بشكل نهائي، لكن سيكون تدريجيا وليس مرة واحدة”.
وأضاف: “في النهاية، الاحتلال سيخرج من غزة”.
وتابع: “إدارة معبر رفح مسألة يجري الحديث حولها، ومن المتفق عليه أنه لا بد من فتح المعبر، لكن آلية فتحه جارية بالتفاهمات مع مصر والأطراف المعنية”.
وعن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول البقاء في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، قال نزال: “نتنياهو يحاول الاختباء وراء بعض المصطلحات بعد إدراكه الهزيمة في هذه المعركة (حرب غزة)”.
وأضاف: “يحاول التغطية على الفشل العسكري والاستخباراتي لقواته باللجوء إلى مثل هذه التصريحات”.
وتابع: “نحن لسنا معنيين بالدخول في مساجلات، ولكننا نؤكد أن الاحتلال لن يبقى في محور فيلادلفيا أو أي مكان آخر، وسنقيم الموقف بعد تنفيذ الاتفاق”.
وأشار نزال، إلى أن الإشراف على محور فيلادلفيا مهمة الجيش المصري، بموجب الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، وهذا الأمر لا يتعلق بحماس وحدها بل بالموقف المصري.
وأكد أن “الاحتلال عجز عن تحقيق أهدافه خلال الحرب، بما في ذلك القضاء على حماس واستعادة أسراه بالقوة”.
والسبت، هدد نتنياهو، بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة إذا تطلب الأمر ذلك.
وأشار إلى أن الجيش سيعزز تواجده في محور فيلادلفيا، رغم تأكيد اتفاق التبادل على الانسحاب التدريجي منه، ضمن المرحلة الأولى منه.
ـ مفاوضات عسيرة
وقال نزال: “المفاوضات كانت عسيرة وشاقة، الاحتلال يريد أن يحصل على ما يريد بعد عجزه في الحصول عليه بالعمل العسكري، لكن النتيجة كانت إخفاقه”.
وأضاف: “الأسرى الذين قال الاحتلال إنه سيحررهم بالقوة، سيتم إطلاق سراحهم عبر عملية تبادل تمت برعاية مصر وقطر”.
وعن دور تركيا في المفاوضات، قال نزال: “تركيا لم تكن بعيدة عن المفاوضات، خصوصا في الأشهر الأخيرة”.
وأضاف: “كان هناك تحفظ من قبل الكيان الصهيوني على الدور التركي، لكننا نقول تركيا يجب أن تكون حاضرة، لهذا الأتراك كان لهم دور كبير في المفاوضات حتى وإن لم يكونوا على طاولة المفاوضات”.
ولفت إلى أن تركيا كانت تتابع عملية المفاوضات وترعاها بشكل مستمر ومثابر.
ـ إعادة الإعمار
وقال نزال: “سيتم العمل على إعادة إعمار غزة بمجرد بدء الجهات المانحة الدولية عملها، حيث سيتم إنشاء صندوق دولي لإعمار غزة، وستشارك فيه الدول المانحة”.
وأضاف: “بمجرد تشكيل الصندوق، ستبدأ عملية الإعمار على الفور”.
ـ خروقات وقف النار
وأوضح نزال، أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لعب دورا في الضغط على إسرائيل، لكنه أشار إلى أن ما دفع إسرائيل للتراجع هو صمود الشعب الفلسطيني وفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها.
وأشار إلى أنه من المتوقع وقوع خروقات لإسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث خرقته اليوم (الأحد)، مبررة ذلك بعدم استلامها أسماء الأسرى الثلاثة الذي خرجوا اليوم.
وحول تأخر تسليم أسماء الأسرى لإسرائيل في اليوم الأول، قال: “الأسرى موزعون في مناطق متعددة داخل غزة، والتواصل معهم صعب بسبب الظروف الميدانية ووسائل الأمان المستخدمة”.
والأحد، أكدت حركة حماس، التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعزت تأخر تسليم أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم في الدفعة الأولى “لأسباب فنية ميدانية”.
ـ صعوبات وتحديات
قال نزال: “الصعوبات والتحديات متوقعة، خاصة مع شخصية كاذبة مثل نتنياهو، سنواصل ممارسة الضغوط السياسية والتواصل مع الأطراف الدولية لضمان تنفيذ الاتفاق”.
ولا يعتقد نزال أن الحرب ستعود قريبا، مشيرا إلى أن أي خرق إسرائيلي “المقاومة مستعدة للرد”.
وفي نهاية حديثه، دعا نزال، الأمة العربية والإسلامية للوقوف مع الشعب الفلسطيني.
وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى وقف إطلاق النار الأحد، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: