إذا ما عدنا بذاكرتنا أعوام للوراء نتذكر أنه تم إطلاق Bloodborne تحفة ألعاب تقمص الأدوار من FromSoftware في عام 2015 لجهاز PlayStation 4. كانت نقيضاً لسلسلة Dark Souls من نواحٍ عديدة، حيث تجنبت أجواء القرون الوسطى الخيالية واستبدلتها بمدينة يارنام القوطية الفيكتورية. لا يزال القتال يعتمد على إدارة القدرة على التحمل وقراءة هجمات العدو ولكن مع تركيز أكبر على العدوانية. وكان يمكن للاعبين الاعتماد على الأسلحة النارية لضرب الأعداء وخلق فرص للضربات الهجومية الشرسة.

كان الشفاء باستخدام العناصر سريعًا، ولكن عند التلف، يمكنك استعادة صحتك عن طريق توجيه ضربات للعدو. بدت الحركة والمراوغة أسرع مقارنةً بألعاب الدارك سولز، مما سمح بردود فعل أسرع على الأعداء والرؤساء وزاد من ميكانيكية المخاطرة مقابل المكافأة. هذا ولم نتطرق بعد للإبداع في طريقة سرد قصة Bloodborne وتصميم المراحل والرؤساء، حيث تربطها جميعًا التقاليد الرائعة معًا بطرق مذهلة. كانت أيضًا أول لعبة من ألعاب FromSoftware حتى يومنا هذا التي قدمت لنا زنزانات Chalice المحصنة التي يتم إنشاؤها إجرائيًا.

ربما العيب الحقيقي الوحيد هو أنها عالقة عند 1080p/30 إطار في الثانية. على الرغم من البصريات الرائعة، والبيئات المفصلة إلى الأعداء البشعين بشكل مذهل، تلقت Bloodborne انتقادات لأدائها وأوقات التحميل عند الإطلاق. وحتى اليوم لا يمكنك تجربة اللعبة بدقة أعلى أو معدل إطارات أعلى.

كل هذا يقودنا إلى نفس السؤال الذي يطرحه الجمهور منذ سنوات: لماذا لا تزال Bloodborne عالقة على PS4؟ لماذا لا يوجد إصدار PS5 أو ريماستر أو حتى نسخة للحاسب الشخصي؟

ما سبب غياب ريماستر أو ريميك Bloodborne حتى الآن؟

بالنظر إلى عدد الألعاب التي حصلت على ريماستر أو ريميك، من الغريب أن نرى أن سوني تهمل طلبات الجمهور بإعادة بلوودبورن. بالتأكيد، كانت هناك العديد من الشائعات والتقارير، بما في ذلك أن Bluepoint Games يعمل على ريماستر أو ريميك للعبة. ومع ذلك، فإن المطلعين البارزين، بما في ذلك الذين سربوا تفاصيل حول Elden Ring، لم يصادفوا أي شيء يتعلق بلعبة Bloodborne على الرغم من السعي وراءها عدة مرات. ولا حتى تحديث لتشغيل اللعبة بسرعة 60 إطارًا في الثانية على PS5.

هناك عدة أسباب وراء ذلك. تحدث مدير شركة FromSoftware ”هيديتاكا ميازاكي“ في عام 2015 عن عدم اعتقاده بأنه ”الخيار الصحيح“ لمواصلة ”إنشاء ألعاب Souls وBloodborne إلى أجل غير مسمى“. في ذلك الوقت، اعتبر أن لعبة Dark Souls 3 هي ”الخاتمة الكبيرة للسلسلة“. تتمتع Elden Ring بعالم جديد مع قصة جديدة، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على Dark Souls. ربما لا يعارض المطور تمامًا العودة إلى Bloodborne إذا تم تحفيزه بما فيه الكفاية.

لسوء الحظ، سيعتمد الكثير من ذلك على شركة سوني التي تمتلك حقوق اللعبة. باعت بلودبورن مليون نسخة في الشهر الأول من إصدارها ووصلت إلى مليوني نسخة مباعة في غضون ستة أشهر. وهذا ليس بالأمر المريع، ولكنه أقل بكثير مما حققته بعض أكبر الألعاب الحصرية للشركة في فترة أقصر.

ومع تركيز الناشر على ألعاب الأكشن والمغامرة الأكبر حجماً والأكثر سينمائية، فقد قللت من التركيز على المشاريع ”الأكثر خطورة“ التي قد لا تحقق مثل هذه العوائد الكبيرة. وقد أصبح هذا الاتجاه أكثر بروزًا في عصر PS5، إلا أنها الآن تدفع بالعديد من ألعاب الخدمة المباشرة بحلول أبريل 2026، على الرغم من المشاكل التي حدثت خلف الكواليس مع إصدارات مثل مشروع The Last of Us الأونلاين ولعبة كونكورد مؤخراً.

ومع ذلك، حصلت لعبة Demon’s Souls على ريميك مذهل على PS5 من فريق Bluepoint، لذا لا يزال هناك أمل في لعبة Bloodborne. أليس كذلك؟ للأسف، على الرغم من الاستجابة النقدية الإيجابية، إلا أن الإصدار ربما عزز ما تعرفه سوني بالفعل. فقد بيع منها 1.4 مليون نسخة في حوالي عشرة أشهر، ومرة أخرى هذا رقم ليس سيئاً ولكنه أقل بكثير مما تحققه ألعابها الكبيرة الأخرى في إطار زمني أقصر.

بالطبع، هناك عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار. كان لدى سوني عناوين فكرية أصلية أخرى مثل Gravity Rush وPuppeteer وTokyo Jungle وPatapon وغيرها، لكنها لم تتناسب مع رؤية الشركة لتحويل الالعاب إلى أفلام. تم إغلاق استوديو اليابان، ولم يتبق سوى فريق أسوبي الذي اشتهر بألعاب أسترو بوت. على الرغم من أن الريماستر أو الريميك للعبة ”بلودبورن“ ليس مستحيلاً بدون هذا الفريق، إلا أنه بالتأكيد أصعب بكثير، مما يزيد من المخاطر التي قد لا ترغب سوني في تحملها. لكن رغم ذلك كان هناك  إشاعة تقول أن سوني كانت تعمل على فيلم Bloodborne السينمائي.

من ناحية أخرى يُجادل البعض بأن إصدارها على الحاسب الشخصي قد يؤدي إلى زيادة المبيعات للناشر. ومع ذلك، فإن الجهد المطلوب لنقلها، خاصةً بالنظر إلى مقدار العمل المطلوب لتنفيذ خيارات رسومية جديدة وتحسينها لمجموعة واسعة من العتاد، وهذا الجهد قد لا ترى فيه سوني أمراً يستحق الاستثمار به. بالإضافة إلى حقيقة أن الأداء التجاري لإصدارات PlayStation الأولية من سوني على الحاسب مثل Horizon Zero Dawn وGod of War، لم يتكرر في ألعاب مثل Marvel’s Spider-Man: Miles Morales وSackboy: A Big Adventure وA Returnal وThe Last of Us Part 1 فكل تلك الألعاب لم تحقق نفس الأداء.

لا تخطئوا – سوني لديها الموارد الكافية لإصدار نسخة جديدة من اللعبة. ومع ذلك، فإن نجاح ألعاب Souls-like، سواء كانت تحمل اسم FromSoftware أم لا، لا يكفي لتبرير وقت الشركة واستثمارها بناءً على خططها ورؤيتها الحالية. هذا ليس انتقادًا لنهجها، حتى مع أخذ طموحاتها في الخدمة المباشرة في الحسبان، بل هو واقع الحال.

ما هو تفسير شوهي يوشيدا لسبب غياب ألعاب Bloodborne

يعتقد رئيس PlayStation السابق Shuhei Yoshida أن السبب في عدم وجود أي إعلان جديد متعلق بلعبة Bloodborne قد يكون مجرد ضيق الوقت. في حلقة أخيرة من برنامج Kinda Funny Gamescast، ذكر يوشيدا أنه على الرغم من أنه لا يعرف الوضع المحيط بلعبة Bloodborne، إلا أن عدم وجود أي إعلان أو لعبة جديدة قد يعود إلى حقيقة أن مخرج Bloodborne هيديتاكا ميازاكي قد لا يكون لديه الوقت الكافي للعمل عليها.

وأوضح يوشيدا في المقابلة التي يمكنكم مشاهدتها أدناه أن حب ميازاكي الشديد للعنوان هو السبب، إذ لا يريد لأي شخص آخر أن يقترب حتى من العنوان، ولكنه مشغول وناجح لدرجة تجعله لا يجد وقتًا لدفع العنوان للأمام بأي شكل لكن هذا حتمًا سينتهي يومًا ما. حيث قال يوشيدا:

”ليس لدي سوى نظريتي الشخصية لهذا الوضع. لا أعرف ما الذي يحدث، لكن نظريتي هي أن ميازاكي أحب حقًا ما ابتكره في بلودبورن. لذا أعتقد أنه مهتم بالعنوان لكنه مشغول جدًا، لذا فهو… لا يستطيع أن يفعل ذلك بنفسه، ولا يريد أن يلمسها أي شخص آخر. أعتقد ان فريق سوني يحترم هذا، وأنا لا أكشف معلومات سرية، هذا تخميني الشخصي.

بالعودة إلى عام 2024، كان ميازاكي قد تحدث أيضًا عن Bloodborne، ومدى أهمية العنوان لـ FromSoftware. ومع ذلك، ذكر ميازاكي أيضًا أن مجرد وجود أجهزة جديدة لا يكفي ليكون السبب الأساسي والنهائي لصنع لعبة جديدة، وأن إمكانية الوصول ستكون مصدر قلق أكبر.

وفي مقابلة مع IGN في عام 2024، أشار ميازاكي أيضًا إلى أنه في حين أنه يود العمل على عنوان جديد ل Bloodborne، فقد لا تكون الكرة في يد FromSoftware. في المقابلة، ذكر ميازاكي أن FromSoftware لا تملك الملكية الفكرية، وأن الاستوديو ليس لديه الحرية للحديث عن اللعبة.

وقال:

”لسوء الحظ، وقد قلت هذا في مقابلات أخرى، ليس من حقي التحدث عن Bloodborne على وجه التحديد“. ”نحن ببساطة لا نملك الملكية الفكرية في FromSoftware. بالنسبة لي شخصيًا، لقد كان مشروعًا رائعًا، ولديّ الكثير من الذكريات الرائعة عن تلك اللعبة، ولكننا لسنا مخولين بالحديث عنها. أنا آسف للغاية بشأن ذلك.“

هل سنحصل على نسخة PC من بلوودبورن؟

طبعاً لعبة Bloodborne هي واحدة من أهم ألعاب بلايستيشن 4  والتي يتمنى الجمهور عودتها ولو بنسخة مخصصة للحاسب الشخصي، لكن المستغرب هو تجاهل سوني لهذا العنوان ولمطالب الجمهور، حتى أنها استبعدت هذه اللعبة من قائمة أفضل ألعاب بلايستيشن، مما أدى لغضب عارم بين صفوف الجماهير. ورغم أن سوني تعمل على طرح حصرياتها على الحاسب وآخرها شبح تسوشيما إلا أنها ما زالت مهملة لهذا العنوان دون توضيح السبب.

ويبدو بأن هؤلاء ليسوا هم الوحيدين الذي يتوقون للحصول على نسخة خاصة بالحاسب الشخصي من بلوودبورن فحتى هيديتاكا ميازاكي من FromSoftware وفريقه يشاطرونهم الرأي، فمبتكر العنوان لا يعارض وجود تلك النسخة. حتى أنه يعتقد أنها ستكون فكرة رائعة جداً. لكن للأسف، هذا لا يعني أن هذا سيحدث بالتأكيد.

في مقابلة أجريت مع ميازاكي أوضح أنه هو وفروم سوفتوير لا يمتلكان حقوق الملكية الفكرية لـBloodborne، مما يجعل العودة إليها بأي شكل من الأشكال أكثر صعوبة مما سيكون عليه الأمر بالنسبة لسلسلة كان الاستوديو يتحكم فيها. ومع ذلك، لا يبدو أن المطور سيرفض فرصة العمل على بلودبورن مرة أخرى، إذا سنحت الفرصة.

ردًا على سؤال عن المطالب بقدوم لعبة Bloodborne على الحاسب الشخصي، قدم ميازاكي بعض الآراء الشخصية حول فكرة ذلك، بعد أن اعترف بأنه ليس من حقه الآن أن يقول نعم أو لا لمثل هذا الشيء.

بعد اعترافه بأنه يدرك “حقيقة” أن موظفي فروم سوفتوير الآخرين في الفريق يريدون نسخة للحاسب الشخصي لـ Bloodborne، قال المطور “إذا قلت أنني أريد تلك النسخة، فسأقع في مشكلة أيضًا. لكني لا أعارض ذلك.”. وهو  يحب أن يلعب المزيد من اللاعبين ألعابه ويروا أعماله، ولا يحب أبدًا أن تضيع اللعبة على “الأجهزة القديمة”.

كواحد من صانعي لعبة Bloodborne، رأيي الشخصي النقي والصادق هو أنني أحب أن يتمكن المزيد من اللاعبين من الاستمتاع بها. خاصةً أنها لعبة حديثة العهد، واحدة من ألعاب الماضي التي تضيع على الأجهزة القديمة – أعتقد أن أي لعبة من هذا القبيل، سيكون من الجيد أن تتاح الفرصة لمزيد من اللاعبين ليتمكنوا من تجربة ذلك واستعادة هذه اللعبة من بقايا الماضي.”

أشارت شائعات من شهر أكتوبر إلى أن عنوانًا جديدًا متعلقًا بلعبة Bloodborne قد يكون قيد التطوير. ومع ذلك، فإن التفاصيل حول هذا العنوان شحيحة، ولا نعرف حتى الآن ما إذا كان سيكون ريماستر أو ريميك أو تكملة. حاليًا، Bloodborne متاحة فقط على PS4. يمكن للاعبي PS5 لعب اللعبة من خلال التوافق مع الإصدارات السابقة.

قبل الختام إليكم مقالنا جميع نهايات لعبة بلوودبورن الثلاثة وكيفية تحقيقها.