اقرأ في هذا المقال
- تتأثر الصناعة بضعف الطلب على السيارات الكهربائية
- %70 من سعة المشروعات المعلنة في هذا القطاع تواجه “عدم يقين”
- إرجاء أو إلغاء 11 من 16 مصنع بطاريات سيارات كهربائية
- الصين المستفيد الأكبر من تخلّف صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا
- إفلاس نورث فولت يوجّه ضربة موجعة لصناعة البطاريات في أوروبا
عجزت صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا عن تجاوز محنتها الحالية، في ظل إخفاق القارة في الاستقلال عن الصين التي تمدها بتلك التقنية النظيفة.
وما يزال مصنعو بطاريات المركبات الكهربائية الأوروبيون يصارعون البقاء أمام منافسيهم الصينيين الذين يزداد تغلغلهم في سلاسل إمدادات ذلك القطاع بدعم من منتجاتهم منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة.
كما أدى ضعف الطلب على المركبات منخفضة الانبعاثات، واحتكار الصين سلاسل إمدادات المعادن الحيوية اللازمة لتصنيع البطاريات، إلى جانب ارتفاع تكاليف الطاقة ونقص العمالة الماهرة في القارة، إلى تخلف صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شهدت أوروبا إلغاء خُططٍ لإنشاء 10 مصانع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية منذ عام 2018 وحتى النصف الأول من هذا العام.
فشل الصناعة
باء كل محاولات بناء صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا بالفشل، لتضيع معها الآمال في إنهاء هيمنة الصين على قطاع المركبات منخفضة الانبعاثات، وفق ما أوردته بلومبرغ.
وجاء أحدث انتكاسة لتلك الصناعة في أوروبا مع إفلاس شركة نورث فولت إيه بي (Northvolt AB) السويدية الناشئة التي تضم قائمة داعميها شركتي “فولكسفاغن” و”بي إم دبليو” الألمانيتين.
ويأتي تخلّف صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا متأثرًا بضعف الطلب على المركبات الكهربائية، وصعوبة إتقان الشركات المحلية للتقنية النظيفة؛ ما أدى في النهاية إلى إرجاء -أو حتى إلغاء- تنفيذ 11 من 16 مصنع بطاريات سيارات كهربائية، بحسب تقديرات بلومبرغ.
في الوقت نفسه، فإن 10 من 13 مشروعًا في المنطقة تطوره شركات تصنيع آسيوية، مثل: شركة كونتمبراري أمبيركس تكنولوجي (Contemporary Amperex Technology) الصينية، وشركة سامسونغ الكورية الجنوبية، تمضي على المسار الصحيح.
ويشير هذا إلى أن قبضة تلك الشركات على قطاع بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا تزداد بمعدلات مطردة؛ ما يضع مصنعي السيارات الغربيين في وضع تنافسي غير مواتٍ حينما تكون هناك أزمة إمدادات أو حتى صراع سياسي.
ويهدّد هذا التطور طموحات أوروبا في التحول نحو اقتصاد أخضر قادر على تحدي الصين التي تُعد أكبر مُنتِج للسيارات الكهربائية ومكوناتها في العالم.
تقنيات صينية فريدة
تمتلك شركات مثل كاتل (CATL) الصينية، وهي أكبر شركة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، ومواطنتها “بي واي دي”، تقنيات فريدة، وتبيع منتجاتها بأسعار لا تُقارَن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتكافح شركات بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا الإنتاج الصيني المتزايد، ودفعت مبيعات المركبات الكهربائية الضعيفة في المنطقة عملاءها إلى العدول عن خُطط التحول إلى تلك السيارات منخفضة الانبعاثات، وإلغاء حجوزاتهم الخاصة بالبطاريات.
وقال الرئيس التنفيذي السابق لشركة أستون مارتن غلوبال لاغوندا هولدينغز (Aston Martin Global Lagonda Holdings)، أندي بالمر: “الإخفاق في تأسيس إمكانات تصنيع بطاريات محلية يهدد وجود صناعة السيارات في أوروبا”.
وأوضح بالمر: “دون سلسلة إمدادات قوية للسيارات الكهربائية، ربما تنقل شركات السيارات الإنتاج إلى مناطق لديها صناعات بطاريات قوية؛ ما يؤدي في النهاية إلى غلق محتمل للمصانع وخسائر فادحة في الوظائف”.
ولطالما كان بناء صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا هدفًا بعيد المنال؛ إذ توفّر الصين قرابة 80% من بطاريات الليثيوم أيون في العالم، كما أنها تحتضن 6 من أكبر 10 شركات لتصنيع بطاريات المركبات الكهربائية في العالم، وفق بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، المعروفة اختصارًا بـ”إن إي إف” (BloombergNEF).
ونتج عن التوسع السريع في تلك الصناعة هبوط الأسعار، مع زيادة حدة المنافسة مع الشركات الجديدة الوافدة إلى القطاع، علمًا بأن سعة إنتاج البطاريات من قِبل المصنعين الصينيين أعلى بكثير من الطلب العالمي على السيارات الكهربائية.
وقف بناء مصانع
أوقفت شركتا مرسيدس بنز غروب وستيلانتس التي تعاني تراجع المبيعات، وأقالت رئيسها التنفيذي أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، العمل على بناء مصنعي بطاريات في ألمانيا وإيطاليا.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول (2024) كشفت ستيلانتس وكاتل النقاب عن خُطط لضخ استثمارات قدرها 4.1 مليار يورو (4.3 مليار دولار أميركي) لبناء مصنع بطاريات في مدينة سرقسطة الإسبانية.
وبينما يمنح المشروع دفعةً لجهود سلاسل إمدادات السيارات الكهربائية في أوروبا، فإنه لن يكتمِل دون التقنية المُنتَجة من الشريك الصيني.
ولفتت فولكسفاغن التي تتطلع إلى خفض التكاليف بشكل غير مسبوق في ألمانيا، إلى أن مصانع البطاريات المملوكة لها في أوروبا قد تستغرق وقتًا أطول للوصول إلى سعتها الكاملة.
انهيار وإفلاس
في عام 2023 انهارت شركة بريتيش فولت ليمتد (Britishvolt Ltd) الناشئة المتخصصة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، ومقرها المملكة المتحدة، قبل أن تتمكّن من افتتاح مصنع مخطط له بقيمة استثمارية 4.8 مليار دولار في قرية بليث.
وفي السويد أفلست نورث فولت التي كانت تُعد بارقة أمل بالنسبة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا في الحصول على بطل محلي بعد جمع قرابة 55 مليار دولار من حجوزات البطاريات، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان لدى نورث ثورت التي تأسست بوساطة مسؤولين تنفيذيين سابقين في شركة تيسلا الأميركية، خطط طموحة لبناء مصانع في السويد وألمانيا وكندا، غير أن الشركة قد واجهت صعوبةً في رفع الإنتاج مع الحفاظ على خفض التكاليف.
وبعد مضي 3 أشهر أقدمت نورث فولت على تسريح خُمس عمالتها، وأغلقت مصنعين لإنتاج مادة الكاثود في السويد، وهي إجراءات لم تفلَح في طمأنة المستثمرين.
وسرعان ما تقدمت الشركة بطلب لحمايتها من الإفلاس في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم بعدما تجاوزت ديونها حاجز الـ5.8 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا تتخلف عن نظيرتها في أوروبا من بلومبرغ.