التهدئة تبدأ الأحد في غزة بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية و”داخلية حماس” تُصدر توجيهات للمواطنين وتنتشر في شوارع القطاع
غزة- (أ ف ب)- الأناضول- أعطت الحكومة الإسرائيلية بعد منتصف ليل الجمعة السبت الضوء الأخضر لاتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، ما يفتح الباب أمام بدء تطبيق هدنة تترافق مع الإفراج عن أسرى إسرائيليين في مقابل معتقلين فلسطينيين.
وكانت قطر والولايات المتحدة أعلنت الأربعاء التوصل إلى هذا الاتفاق الذي يطمح إلى “وضع حد نهائي للحرب” التي سقط فيها على مدى أكثر من 15 شهرا عشرات آلاف الشهداء في قطاع غزة المدمر، على ما قال رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
لكن بانتظار موعد بدء الهدنة المحدد الأحد عشية تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط أكثر من مئة شهيد منذ الأربعاء بحسب الدفاع المدني فيه.
وأقر مجلس الوزراء الإسرائيلي فجر السبت الخطة رغم معارضة الوزراء الذين ينتمون إلى اليمين المتطرف.
ويفترض أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ الأحد من دون أن توضح الحكومة الإسرائيلية الساعة المحددة لذلك.
وسبق لحركة حماس أن أعلنت موافقتها على شروط الاتفاق والتزمت احترامه.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان “بعد مراجعة كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب، أوصت (الحكومة الأمنية) مجلس الوزراء بالموافقة” عليه.
ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد على ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.
في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت موضحة أن عملية الإفراج لن تتم قبل الساعة 16,00 الأحد (الساعة 14,00 ت غ).
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.
وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بشكل تام، خلال هذه المرحلة الأولى.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عمليات الإفراج الأولى عن أسرى ستتم الأحد.
وأفاد مصدران قريبان من حماس بأنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.
وقال مسؤول عسكري إنّ نقاطا أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم حيث سيُعاين أطباء واختصاصيون نفسيون الأسرى المفرج عنهن قبل “نقلهن بمروحية أو بسيارة” إلى مستشفيات في إسرائيل.
وحددت السلطات الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 معتقلا سيفرج عنهم الأحد غالبيتهم من النساء والقاصرين، معظمهم اعتقلوا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات “لمنع أي مظاهر للاحتفال علنا” عند إطلاق سراحهم.
والأسيران الفرنسيان عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن 33 أسيرا سيجري الإفراج عنهم في المرحلة الأولى بحسب باريس.
وقال دانيال ليفشيتس حفيد الرهينة أوديد ليفشيتس (84 عاما) “هذه هي اللحظة التي كنا ننتظرها (…) آمل فعلا أن نرى جدي يعود إلى الديار شامخا وحيا”.
هذا وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، السبت، بدء انتشار أجهزتها في محافظات القطاع مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ غدا الأحد.
وقالت في بيان: “ستبدأ أجهزة وزارة الداخلية والأمن الوطني (تديرها حماس) الانتشار في محافظات قطاع غزة كافة، والقيام بالواجب المقدس في خدمة أبناء شعبنا فور دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ”.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي ركز خلال حرب الإبادة الجماعية التي تواصلت لأكثر من 15 شهرا على “استهداف الوزارة محاولا بذلك ضرب أحد عوامل صمود الشعب في وجه العدوان”.
وتابعت: “رغم الثمن الفادح الذي دفعته الوزارة من خيرة قادتها وأبنائها إلا أنها بقيت تعمل بكل الإمكانات المتاحة في ظل ظروف بالغة التعقيد، وتصدت بكل ما تملك لمخططات الاحتلال في إشاعة الفوضى والفلتان داخل المجتمع الفلسطيني في القطاع”.
ودعت الوزارة المواطنين إلى “المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد عن أية تصرفات قد تشكل خطرا على حياتهم، وإلى التعاون مع ضباط وعناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية، حرصا على أمنهم وسلامتهم”.
كما طالبت المواطنين بالالتزام بكافة “التوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة في أجهزة الوزارة خلال الأيام القادمة”، دون تفاصيل.
ومساء الجمعة، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة نقلا عن مصدر مطلع لم تكشف هويته، بانتهاء اجتماع دولي استضافته القاهرة بالاتفاق على تشكيل غرفة عمليات تضم مصر وفلسطين وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل لمتابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: