“لا تكن مثل بايدن”.. رسالة أطفال غزة إلى ترامب يوم تنصيبه (تقرير)

“لا تكن مثل بايدن”.. رسالة أطفال غزة إلى ترامب يوم تنصيبه (تقرير)

“لا تكن مثل بايدن”.. رسالة أطفال غزة إلى ترامب يوم تنصيبه (تقرير)

 
غزة/ حسني نديم / الأناضول
في الوقت الذي يتابع فيه العالم مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، يعيش قطاع غزة واقعًا مختلفًا، حيث يتنفس سكانه مرارة الألم والفقد بعد نحو 16 شهرًا من حرب إبادة جماعية إسرائيلية وحصار مشدد.
نساء وأطفال القطاع الذين كابدوا ويلات الحرب والنزوح يعقدون آمالهم على هذا التغيير السياسي علّه ينهي معاناتهم التي باتت جزءًا من حياتهم اليومية، بسبب هذه الحرب الضروس، ويأملون بأن يحدث تغييرًا في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه قطاع غزة.
** أمل جديد
الفلسطينية جميلة وادي، أم لسبعة بنات وولدين، نازحة في “مستشفى شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تأمل أن يكون ترامب أفضل من الرئيس السابق جو بايدن الذي دعم المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة.
تقول وادي لمراسل الأناضول: “نحن لا نطلب الكثير نطلب فقط حياة كريمة. أطفالنا عاشوا في الخيام بلا طعام أو تعليم. نحتاج إلى تدخل عاجل يعيد لنا أبسط حقوقنا وهي الأمان والسلام”.
وتعيش جميلة اليوم، بعيدًا عن بيتها الذي دُمر شمال القطاع، وفقدت نجلها في قصف إسرائيلي هناك دون أن تتمكن من انتشال جثمانه ودفنه.
أما نزهة محمد علي، أم فلسطينية أخرى، تشارك جميلة في الأمل بمرحلة جديدة تقوم خلالها الإدارة الأمريكية الجديدة بتغيير سياستها تجاه غزة.
وتقول نزهة: “نريد أن يكون ترامب مختلفًا، أطفالنا بحاجة إلى قرارات توقف هذا النزيف، لقد رأينا ما يكفي من الدمار وفقدنا كل شيء. نريد أن نعود إلى شمال غزة لنعيش كباقي البشر”.
وتضيف: “الحياة في غزة ليست حياة، بل معركة يومية للبقاء. أطفالنا ولدوا في ظل القصف الإسرائيلي، وعاشوا في خيام بلا مستقبل واضح. نحن بحاجة إلى قرارات حاسمة تعيد الاستقرار إلى حياتنا”.
** مستقبل غائب
رغم قسوة الحياة لا تزال أحلام أطفال غزة صغيرة لكنها مؤثرة، فالطفلة رغد وادي (15 عامًا)، نازحة من الشجاعية شرق مدينة غزة إلى دير البلح، تقول: “نتمنى أن يكون ترامب مختلفًا عن الرؤساء السابقين”.
وتضيف: “نحن الأطفال عشنا ويلات الحرب الإسرائيلية وشاهدنا مجازر كبرى. نريد فقط أن نحظى بحياة طبيعية مثل بقية أطفال العالم”.
أما الطفلة ليان النجار (11 عامًا)، فتوجه رسالة واضحة للرئيس الأمريكي الجديد: “لا نريد رئيسًا يدعم قتل أطفال فلسطين نريد رئيسًا يقف معنا، ويعيد لنا الأمن الذي فقدناه، والسلام الذي نحلم به”.
ولم تكن أحلام الطفلة الإشرافي (10 أعوام)، مختلفة عن سابقيها، إذ قالت بحماسة طفولية: “أحلم بالعودة إلى منزلي، والجلوس في فصلي الدراسي مع زملائي. أتمنى أن تتحقق هذه الأحلام قريبًا”.
وتضيف: “إنّ هذه الأحلام يمكن أن تتحقق لو تغيرت نوايا الإدارة الأمريكية تجاه سكان قطاع غزة، ووقفت إلى جانبهم”.
ويعيش النازحون الفلسطينيون ظروفًا مأساوية، فقد حرمت الحرب الأطفال من أبسط حقوقهم، وتقول صبا الحداد (11 عامًا): “نحتاج إلى مساعدات لإعادة بناء بيوتنا ومدارسنا. لقد فقدنا سنوات من عمرنا دون تعليم بسبب الحرب الإسرائيلية”.
ويشير الطفل فتحي الميدنة إلى أن الحرب لم تقتصر على تدمير البيوت، بل طالت التعليم والطعام وكل مقومات الحياة.
ويقول: “عام ونصف مرّت دون تعليم ولا طعام كافٍ. نأمل أن يكون هناك دعم مستمر من الرئيس الجديد لإعادة بناء غزة”.
وفي رسالة مفعمة بالأمل، تخاطب الطفلة مياس الشيخ خليل (11 عامًا) ترامب: “نريد مساعدات لإعادة بناء منازلنا. لقد ضاعت طفولتنا بين النزوح والحرب. ساعدونا لنعيش كغيرنا”.
بينما عبرت الطفلة سلمى محمود (9 سنوات)، عن فرحتها باقتراب موعد العودة إلى منزلها شمال القطاع، قائلة: “أطفال غزة فرحين بأنهم سيعودون إلى بيوتهم، لكننا نحتاج إلى أمن وسلام ومساعدات لتعويض ما فقدناه”.
وصباح الأحد، دخل سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض على مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية الاثنين، حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب (78 عاما) الذي سيؤدي اليمين الدستورية في تمام الساعة 17 ت.غ.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الأول الجاري، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: