يا ترى هل الأموال الساخنة رجعت من تاني لمصر زي ما قالت الحكومة، طب إيه هي أصلا الأموال الساخنة دي، وإيه علاقتها بقرار خفض الفايدة اللي البنك المركزي ممكن يطبقه قريب.
ببساطة كده، الأموال الساخنة أو “الهوت موني” هي التدفقات المالية اللي بتدخل أي دولة بهدف الاستثمار وبتخرج منها وقت الأزمات، يعني باختصار هي بتستفيد من وضع اقتصادي خاص.
عشان كده، استثمارات الأجانب في مصر أو “الهوت موني”، اتجهت في الفترة الأخيرة للسندات وسوق الأسهم، بدل أذون الخزانة، وده بيجي في الوقت اللي زادات فيه التوقعات ببدء البنك المركزي بخفض الفائدة تدريجياً من أعلى مستوياتها التاريخية السنة دي.
وخلال منتصف ديسمبر الماضي، اشتري مستثمرين أجانب سندات خزانة محلية لأجل 3 سنوات من السوق الثانوية، بقيمة 1.8 مليار دولار على مرتين بسعر فائدة 26.24% مرتفعة بواقع نقطتين مئويتين عن سعر السندات المتداول في عطاءات البنك المركزي حينها.
كمان، الأجانب رجعوا لسوق الأسهم، وسجلوا صافي شراء في البورصة المصرية خلال الفترة من 5 حتى 9 يناير، بقيمة 9.2 مليون جنيه.
ومن هنا، أكد خبراء أسواق المال، إن بوصلة استثمارات الأجانب في مصر اتحولت، ورجعت الأموال الساخنة من جديد للأسهم والسندات، من وقت انتهاء آجال استحقاقات أذون الخزانة لأجل 12 شهر بنهاية 2024.
ومنتظر في الأيام الجاية، إن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي، تعمل اجتماعها الأول في 2025، وتحديدا في 20 فبراير الجاي، والكل بيتوقع خفض الفائثة بدعم التراجع الملحوظ لمعدلات التضخم بدءا من الربع الأول 2025. طب إيه علاقة ده بالهوت موني؟
نقدر نقول، إن عودة دخول الأجانب مرة تانية لشراء سندات وأذون الخزانة من بداية السنة دي، ساهمت في تقليل الضغط بين البنوك على طلب الدولار عشان يسدوا تمن تخارج الأجانب، وده اتسبب في تراجع سعر صرف الدولار مؤخرا.
كمان، إقبال الأجانب على الاستثمار بالجنيه فى سوق الأسهم وشراء السندات المحلية، هدفه هو الاستفادة من أسعار الفايدة المرتفعة في ظل تزايد احتمالات خفض المركزي سعر الفايدة على الدولار، يعني متوقع يهربوا تاني.
وبلغة الأرقام، وصلت استثمارات عملاء أجانب في أذون الخزانة ل 130 مليون دولار خلال يومين بس، وده أكبر دليل على عودة الأموال الساخنة لمصر من جدد.
ضيف على ده، إن مع قرب صرف شريحة صندوق النقد الدولي بعد إتمام المراجعة مع مصر، واقتراب دورة التيسير النقدي، زادت شهية الأجانب لضخ استثمارات جديدة في السندات، لأنهم حولوا حصيلة استثماراتهم في أذون الخزانة قصيرة الأجل إلى سندات الخزانة متوسطة الأجل، عشان يستفيدوا من أسعار الفائدة المرتفعة.
ولكن، هل ممكن يعملها البنك المركزي ويخضف الفايدة في فبراير الجاي؟